السبت، مايو 22، 2010

الأمنية المنسية



جلست حزينة ووحيدة بشرفة منزلها تتذكر ماضيها وتلقى اللوم على نفسها بأنها افسدت حياتها بسبب امنية تمنتها فى وقت كان لابد ألا تتمنى فيه شيئا وبالرغم من انها قد تناستها الا ان تلك الامنية لم تنساها.
تزوجته وهى فى العشرين من عمرها عندما أصر والدها على زواجها منه. لم تكن تريده أن يصبح زوجا لها ولم تتخيل فى يوم من الايام ان هذا الشخص بالتحديد سيكون شريكا لعمرها مدى الحياة كانت تنام كل ليلة متمنية ان تستيقظ ولا تجده فى حياتها كانت تتمنى ان تكون حياتها معه مجرد حلم مزعج تنساه بعد لحظات من استيقاظها ولكنها كانت تجده يوقظها ليودعها قبل خروجه الى العمل كانت تكره يوم عطلته لانها ستراه امامها طوال اليوم بالرغم من انه كان يجاول ان يجعلها تحبه وكان يعلم انها كانت رافضة الزواج منه ولذلك ربما كان يحاول ان يبذل مجهودا اكبر ليثبت لها انه جدير بها
كانت جميلة وكان كل من يراها بعد اقترانها به يتعجب حيث انها اصبحت اكبر بكثير من عمرها الحقيقى بالرغم من انها تعيش حياة رغدة ومرهفة مع رجل يحبها وكانت تعلم ذلك وترجع سببه الى عدم رضاها عن حياتها وكثرة همومها حيث انها كانت تسمع امها تقول ان كثرة الهموم تفتح الابواب للمشيب.
ومرت عشرون سنة على زواجها به استطاعت خلالها ان تتأقلم على وضعها معه وتحاول ان تبحث عن مميزاته حتى بدأت تنسى امنيتها السابقة بأن تستيقظ ولا تراه بجانبها وخصوصا انه لم يتركها عندما علم بعدم قدرتها على الانجاب كما انه لم يجرح مشاعرها بكلمة واحدة الى ان جاء يوم استيقظت ووجدته بجوارها جسدا بلاروح...الصدمة اأصابتها بالبلاهة فها هى الامنية التى تمنتها قد تحققت...حزنت عليه كثيرا اكتشفت انها كانت تحبه حبا حقيقيا وان الحب لايأتى فى ثوان واكتشفت ايضا انها حرمته من ان تشعره بحبها طوال تلك السنوات ولكنها ايقنت ذلك بعد أن فقدته للابد.

حدوتة قبل النوم (حكاية واحدة ست)




كان ياماكان من ايام زمان واحدة بنت صغيرة كانت بتحلم بفارس الاحلام اللى هيغير
حياتها ويخليها تعيش ايام جميلة وتعيش فى تبات ونبات
وفى يوم اتقدم لها عريس بتحلم بيه كل البنات..طارت من الفرحة ووافقت وتم الفرح فى غضون ايام ومر شهر واتنين وتلاتة وابتدت الحياة تتغير والمسؤلية تزيد والست شايلة هموم الدنيا والعيال
كانت ياعينى فاهمة ان الحياة هتفضل وردى على طول زى ماكانت بتشوف فى الافلام ورغم كل الضغوط اللى كانت عايشة فيها إلا انها كانت بتهتم بزوجها اكتر مابتهتم بأولادها وكانت بتهتم بشغله ده غير ان عمرها مانسيت نفسها وكانت اناقتها مفيش زيها وكل الناس كانوا بيحسدوها على جمالها ورقتها ولباقتها وعقلها وكانت سعيدة وفرحانة ومتهنية.
ولان دوام الحال من المحال ومفيش حاجة بتفضل على حالها صاحبتنا لاحظت ان فارس احلامها وجوزها وابو عيالها حاله متغير.
وبالرادار الانثوى قدرت تعرف ايه اللى مخليه متحير وفهمت ان فى واحدة تانية بتنافسها على قلبه وطبعا نصبت شباكها وأعدت الفخ المظبوط وقدرت تكتشف الحقيقة المرة وكانت الصدمة كبيرة بالنسبة لها...
.واحتارت مابين المواجهة والسكوت وبدأت الاسئلة الصعبة
ياترى ايه اللى انا عملته؟
وايه اللى انا قصرت فيه؟
وايه اللى فيها احسن منى؟
وكتير من الاسئلة اللى مالهاش اجابة عندها..
وقررت تواجهه ...ماقدرش يبص فى عنيها وقالها سامحينى دى اخر مرة
فكرت فى ثوانى... ياترى اسامحه علشان العشرة والعيال؟
ولا أسيبه علشان اللى يخون مرة يخون الف مرة؟
الاجابة متروكة لمن يقرأ.....

الجمعة، مايو 21، 2010

اعرف اتيكيت الكلام فى التليفون(شوفتوا الخيبة اللى احنا فيها)


مين فينا مابيتكلمش فى التليفون كل يوم. سواء موبايل
او تليفون ارضى.
طبعا كلنا بس اللى انا عرفته
ان التليفون ليه حاجة اسمها اتيكيت..
اه والله زى الاتيكيت بتاع الاكل كده.
أنا بقى نويت اكسب فيكم ثواب كبييير
واقولهولكم وانتوا قولولى رأيكم.....
اتفقنا؟
خبراء الاتيكيت بيقولوا ان اى حد
بيتكلم فى التليفون
بيرسم فى خياله صورة للى بيكلمه علشان كده
وانت بتتكلم لازم تحط ده فى دماغك
خصوصا لو بتكلمه لاول مرة.
ولو كنت انت اللى طالب لازم الاول
تتأكد من الرقم اللى انت طلبته
وبعدين تقول اسمك وبعدين
تطلب الشخص اللى انت هتكلمه
(كلنا بنعمل كده تقريبا)
بيقولوا كمان انك ماتردش على
الطرف التانى فى المكالمة باستهانة واستهزاء
لازم يكون الرد واضح ومهذب
(وبرده كلنا بنعمل كده)
بيقولوا كمان بلاش تبدأ الحوار
بكلمة نعم او ايوة.
لازم تنسى الكلمتين دول
من القاموس بتاعك.
ولازم يكون صوتك
وانت بتتكلم مليان حيوية
حتى لو انت مكتئب وحالتك
حالة لازم تكون مرح
(أمال يعنى متصل بالناس تجبلهم اكتئاب).
ولو فى حد طلبك فى التليفون
رد على التليفون بسرعة
وتسيب اللى فى ايدك وتهتم بيه
حتى لو كان معاك ناس
او عازم حد فى بيتك
(مش كفاية انه عبرك واتصل بيك)
وطبعا لازم تاخد بالك من الناس
القاعدين جنبك
علشان ممكن صوتهم يكون عالى
فيزعجوا اللى اتصل بيك
يعنى ممكن تقوم من جنبهم (أو تطردهم)
ولازم صوتك يكون
مسموع عند اللى انت بتكلمه.
بس ماتعليش صوتك
قوى علشان طبلة ودانه...
ولو الخط قطع اتصل بيه تانى .
ايوة لازم تتصل تانى
ماهو اكيد انت اللى قفلت السكة فى وشه...
واخر ملاحظة وانت بتتكلم
ماتتحركش كتير
علشان ده بيأثر على نبرة صوتك.
ده بالنسبة للتيفون العادى
اما الموبايل ده ليه اتيكيت تانى خالص...
بيقولوا بلاش تستخدم تليفونك
المحمول قدام الناس
ولو كنت فى محطة الاتوبيس او المطار
ابعد عن الزحمة قدر الامكان
حتى لو الاتوبيس هيفوتك
او الطيارة هتطلع مش مهم.
المهم ماتزعجش الناس اللى واقفة
كفاية انهم منتظرين فى الزحمة كده.
وياريت لما تكون
راكب ميكروباص ماتفضلش
تشغل النغمات وتفضل تسمع فيها.
انت مش اول واحد يشترى
موبايل بلاش صداع.
انا علشان اريح نفسى من الكلام ده
بطلت ارد على التليفون
أو اتصل بأى حد وعلشان ارتاح اكتر
قررت أبيع الموبايل
لو حد عايز يشتريه يعنى.


* تم نشر هذا الموضوع للمرة الاولى بمنتدى جمعية رسالة الخيرية بتاريخ 1 فبراير2007 وحقوق النشر محفوظة
.


لمشاهدة
اللينك الاصلى للموضوع.............إضغط هنا

الحاجة كريمة.....تجربة لن أنساها

هذا الموضوع ماهو الا رسالة لكل ساخط على حياته التى يعيشها ويتمنى تغييرها وهى بانسبة لاخرين حياة رغدة وسهلة يتمنونها لانفسهم ودعوة له بأن يحمد الخالق على ماهو فيه وعلى النعم التى انعم عليه الخالق بها.فمنذ فترة كنت أقف فى إنتظار سيارة اجرة لتوصيلى وكان الجو شديد الحرارة ومن الصعب وجود سيارات اجرة فى ذلك الوقت وعلى مقربة منى وتحت احدى الاشجار كان هناك سيدة تجلس كى تبيع المناديل الورقية وصور الرسوم المتحركة المصنوعة من المطاط ...
لم أعطى اهتماما لامرها فى البداية حيث كان كل مايشغل تفكيرى هو كيفية هروبى من حرارة الشمس الحارقة هذه ولكن طال انتظارى ووجدت نفسى اتجه ببصرى نحو تلك السيدة واتأمل وجهها وملامحها وكأننى أفحصها لاأدرى لماذا؟ وجدت نفسى انظر لخطوط وجهها التى جعلتنى اخمن عمرها الذى بدا لى انه تجاوز الابعين او مابعد ذلك ببضع سنوات نظرت اليها كثيرا ولاحظت علي وجهها علامات رضا عجيبة !! فحقا ماهذه السيدة التى تجلس تحت الشمس لايحمها منها سوى شجرة بسيطة لا تكفى للحماية من اشعة الشمس فى نظرى وما هذا العمل الذى تكافح من اجل البقاء فيه فى ظل هذا الجو الحار ولا تكل او تمل او حتى تأخذ مجرد راحة فى فترة النهار وتأتى ليلا والغريب الذى لاحظته ايضا انها معروفة من سكان المنطقة الذين كنت اشاهدهم اثناء وقوفى يأتون ليبتاعون منها المناديل وينادونها بالحاجة كريمة وهى تتعامل معهم بكل ود ويبدو اننى سرحت طويلا فى وجه هذه المرأة الحديدية كما خيل الى وقتها وربما هذا السرحان الملحوظ جعلها تلاحظ نظراتى لها ولم افعل شيئا سوى الالتفات بسرعة للجهة الاخرى انظر لشىء أخر... واعتقدت ان الموضوع انتهى ولكنها بجملة بسيطة قالتها لى دار بيننا حوارا طويلا استغربته هى فى البداية ولكنها يبدو انها كانت تريد من يتحدث معها فتكلمت معى بعد ذلك وكأننى قريبتها او صديقتها وجعلنى هذا الحوار اتمنى ان تطول وقفتى معها وان تتأخر سيارات الاجرة قدر الامكان........
واليكم هذا الحوار بالكامل
الحاجة كريمة: ماتيجى يابنتى تحت الشجرة من الشمس العربيات مابتجيش دلوقتى...
بسرعة البرق وقفت تحت الشجرة بجوارها ولكن ليس للحماية بها من الشمس فهذه الشجرة لن تحمينى بالطبع والا كنت وقفت تحتها فى بادىء الامر وانما وقفت كى اتحدث معها واجد اجابة على تساؤلاتى فلقد كاد الفضول يقتلنى
ووجدت نفسى احدثها :
الله يكون فى عونك ياحاجة انتى بتفضلى هنا طول النهار؟
الحاجة كريمة:اه طول النهار وبفضل هنا وبروح قبل العشا وارجع الصبح تانى يوم.
انتى بتجى منين ياحاجة كل يوم؟
الحاجة كريمة:(بعد ان استغربت من السؤال) باجى من بعيد
وكل يوم بتيجى الصبح وتفضلى فى الشمس كده طيب ليه مش بتيجى باليل؟
الحاجة كريمة: لا ماجيش باليل الصبح الرجل(الناس) بتكون كتير فى المكان وعلى العشا بلاقى عربية ترجعنى والشمس ولا البرد مايهمش ماهو رزق وعاوز تعب علشان نلاقيه كمان بروح للعيال العشا ونتلم باليل فى البيت كلنا
وولادك الصبح بيشتغلوا كمان؟
الحاجة كريمة:لا العيال بيكونوا فى مدارسهم انا معنديش عيال تشتغل لاصيف ولا شتا انا وابوهم بس.عندك كام عيل ياحاجة ؟الحاجة كريمة:عندى بنتين وولد واحدة مخلصة دبلوم صنايع والتانية فى الابتدائى والواد فى الاعدادية ربنا يعينا انا وابوهم ونخليهم يكملوا.
وانتى بتشتغلى من زمان ياحاجة؟
الحاجة كريمة:لا انا بقالى اربع سنين فى الشغل بس.طيب وايه اللى خلاكى تشتغلى من 4 سنين
بس ماشتغلتيش ليه من قبل كده؟
الحاجة كريمة:انا ماكنتش هشتغل بس جوزى من ساعة ماساب الشغل اللى كان فيه والحال اتغير معانا شوية قلت اشتغل علشان نعلم العيال دى
وجوزك ساب شغله القديم ليه؟
الحاجة كريمة:لا هو ماسابهوش هما اللى استغنوا عنه اصله كان عامل فى مصنع وكان الحمد لله مكفينا انما جه فى يوم راح الشغل مكنة قطعت له صوابعه ادولوا قرشين كده وقالولوا ماتلزمناش.
طيب مش هو ليه حقوق فى الشركة اللى كان فيها ولا ايه يعنى؟
الحاجة كريمة: علشان يجيب حقه عاوزين محامى وقضايا والفلوس اللى تروح على ده كله نصرفها على عيالنا اصل يعنى هناخد ايه فى الاخر واحنا مش معانا اللى نصرفه على ده كله وادينا عايشين. وهو الصراحة الاول ماكانش راضى يشغلنى بس انا صممت يعنى هنعيش ازاى ونعلم العيال منين وعيالى كان ممكن يشتغلوا انما انا ماشغلش عيالى ابدا
طيب وهو جوزك بيشتغل دلوقتى ولا خلاص؟
الحاجة كريمة: طبعا بيشتغل اومال هشتغل لوحدى
يعنى بيشتغل فى مصنع برضه؟
الحاجة كريمة: لامصنع ازاى ماخلاص هو بيشتغل بياع سودانى فى الشتا وبيبيع تين شوكى فى الصيف والرزق بتاع ربنا (ثم ابتسمت) ده حتى فى الصيف بياخدنا معاه نستناه فى الجنينة وبنروح لما بيخلص.
وانتى ليه ياحاجة اخترتى المنطقة بالذات يعنى؟
الحاجة كريمة: اصل انا من اول ماشتغلت كنت بفرش قصاد المحلات وبعدين اصحابها يطردونى لحد ماجيت هنا والحمد لله مفيش محل جنبى ومفيش بياعين مناديل غيرى وغير الدكان اللى هناك دى وكل واحد ورزقه.
وبتكسبى قد ايه بقى ياحاجة؟
الحاجة كريمة: والله على حسب يوم خمسة يوم سبعة ويوم عشرة وممكن اكتر علشان فى ناس بتاخد المناديل والصور بأكتر من تمنهم وممكن يوم ماكسبش حاجة يعنى وابوهم على كده كمان بس الحمد لله ربنا ماينساش حد يعنى واحنا عايشين وبنتى خدت دبلوم السنة اللى فاتت واخواتها بيكملوا
ولمحت من بعيد احدى السيارات الاجرى قادمة وكان يجب ان اتزاحم لاجد لى فيها مكان وكان يجب ايضا ان انهى حديثى مع الحاجة كريمة فسألتها السؤال الاخير قبل ان اتركها ..
انتى نفسك فى ايه ياحاجة؟
الحاجة كريمة:الحمد لله كل اللى عاوزاه موجود ربنا يخلى عيالى واعلمهم ويكبروا مش عاوزة حاجة كل اللى ربنا يجيبه كويس واهم حاجة رضا ربنا علينا يابنتى
طيب ياحاجة كريمة العربية جت مش عاوزة حاجة؟
الحاجة كريمة: ربنا يكرمك يابنتى و....
اخذت تدعيلى كما لو انها تعرفنى والحمد لله وجدت مكانا لى فى السيارة وانطلقت وظل نظرى متعلقا بالحاجة الكريمة الى ان اختفت عنى تماما.
وعندما عدت للمنزل وجدت نفسى اتوماتيكيا أدون كل ما دار بيننا من كلام على احد الاوراق وكتبته لكى اوجه رسالة لكل انسان يقرؤه بأشياء لن أذكرها لان الحاجة كريمة علمتنا الدرس جيدا وهى فعلا من تستحق عن جدارة لقب المرأة الحديدية
......
*تم نشر هذا الموضوع للمرة الاولى فى منتدى جمعية رسالة الخيرية بتاريخ 28 يونيو 2007 وحقوق النشر محفوظة
لمشاهدة الرابط الأصلى للموضوع.....إضغط هنا