هذا هو السؤال الذى سأله لنا زميلنا الأستاذ حسن وهو ينظر لنا من خلف نظارته الطبية
رد عليه زميلى الأستاذ خليل
-ايوة ياسيدى الواد ابنى قاللى انه نازل هو واصحابه
سألته متعجبا
-ايه ده وهتسيبه ينزل؟
أيوة ودى فيها ايه ياأستاذ أمين وبعدين احنا هنفضل كاتمين على انفاس العيال
لغاية امتى يعنى هنبقى احنا والزمن عليهم ثم انه يعنى ايه اللى هيحصل دول
هينزلوا يقولوا شوية شعارات ويروحوا بيوتهم
- ماشى ياخليل انا معاك انها شوية شعارات بس يعنى شوية العيال
دول وشعاراتهم لاهتقدم ولاهتأخر يبقى ايه لزوم العطلة بس
-اهه بقى يفك عن نفسه شوية ده ياعينى لاعارف يشتغل ولا عارف حتى يعمل مشروع صغير
يبقى يوم ماييجى يفك عن نفسه بكلمتين فى الشارع عاونى اقوله لا؟
عدت الى منزلى وقضيت يوما عاديا مع أسرتى لم أكن مهتم بالمظاهرات المنتظرة
لاننى على قناعة أنها مظاهرات عادية لن تأتى بجديد كالعادة...
ولكن ماحدث لم يكن متوقع أبدا حيث كانت المفاجآت تتوالى واحدة تلو الأخرى بشكل عجيب
حتى ظهر الرئيس فى خطابه الثانى وأعلن عن عدم ترشحه للرئاسة مرة اخرى
وفى أثناء متابعتنا لردود الافعال على الخطاب على إحدى القنوات الإخبارية
قالت ابنتى:
بجد يعنى انا مش فاهمةالناس دى عاوزة ايه بالظبط الريس قال مش هيترشح
تانى وكمان قبلها أقال الحكومة عاوزين ايه تانى؟
رد عليها ابنى الصغير وائل بمنتهى الحماس
-اييييييه يابنتى الجهل اللى انتى فيه ده ازاى فاهمة ان الناس اللى فى التحرير دول هيمشوا قبل التنحى
هما كانوا طالعين رحلة دى ثورة يابنتى افهموها بقى
تدخلت أمه فى الحوار
-انت ياواد يامفعوص انت بتجيب الكلام ده منين مالناش دعوة احنا بالكلام ده
-يعنى ايه ياماما هو انا مش مصرى ولا ايه ؟
وبعدين الاستاذ علاء قالنا نقول رأينا بحريتنا لاننا جيل المستقبل
وكان ضروريا أن اتدخل انا ايضا لاعرف من هو الاستاذ علاء هذا وكيف يبث هذه الافكار فى عقول ابنى
وسألته:
مين بقى ياحبيبى الاستاذ علاء ده وقالك ايه بالظبط؟
-يابابا ده المدرس الجديد وهو بيكلمنا فى كل حاجة واحنا بنحبه اوى وهو دلوقتى زمانه فى التحرير وقالنا ان كل واحد فينا يقول لباباه ولاخواته الكبار انهم ينزلوا...
هو احنا هننزل امتى يابابا؟
-نزلت فى حفرة يابعيد
قالتها أمه وهى فى غاية الغضب ثم أكملت
-اخرس ياواد هى ناقصاك قولتلك مالناش دعوة وبعدين انت لسة صغير
بكى ابنى متأثرا وانهمرت دموعه وهو يتكلم
-ماليش دعوة انا عاوز انزل ده زمان اصحابى هناك مع الاستاذ علاء
قلت له بعد ما مللت من حديثه
-الاستاذ علاء ده زمانه فى امن الدولة دلوقتى بيتمرجح وهو متعلق من ودانه
وقوم نام انت واختك دوشتونى
وفى حوالى الساعة الثالثة بعد منتصف الليل وجدت زوجتى تصرخ وتنادينى من الشرفة
حيث أننى كنت أقف فى نوبات الحراسة مع جيرانى
-ياأمييييييييييين...يأميييييييييين الحقنى ياامين
هرولت مسرعا انا والجيران ظنا منا بأن هناك احدهم اقتحم منزلى
ولكننى علمت من زوجتى
ان ابنتى لديها الم شديد بالبطن
بالطبع انصرف جيرانى وهم ساخطين على زوجتى وابنتى واللصوص والنظام وعلى هذا الفزع اللامعقول ولم ينسوا أن يوجهوا نظرة إشمئزاز الينا قبل ان ينصرفوا
-بقى ندهانى علشان بسلامتها عندها مغص طيب اندهى بالراحة حرام عليكى انا هلاقيها منك ولا من الحرامية اللى انا مستنيهم.... منك لله ياشيخة
-يوه..........ايه ياراجل مش تيجى تشوف بنتك
- هو انا دكتور ياولية...وبعدين بقى فى الست دى يارب ارحمنى بقى
واتجهت الى ابنتى بالسؤال
-انتى اكلتى ايه يابنتى
قالت وهى متألمة
-مفيش يابابا ده حتة البسبوسة اللى كانت فى التلاجة
-!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
-اكلتى نص كيلو بسبوسة لوحدك يامفترية اجيب منين دكتور دلوقتى فى حظر التجول ده
-اعمل ايه يابابا كنت جعانة اوى
طلبت من زوجتى ان تعد لها مشروبا دافئا وتعطيها مسكنا حتى نذهب للطبيب فى الصباح
وفى الصباح ازدادت حالة ابنتى سوءا وكان لابد من البحث عن طبيب فى اسرع وقت لاننا اكتشفنا انها لم تكتفى بالبسبوسة بل انها قامت بتناول بعض ثمرات التفاح وعدد من ساندويتشات الجبنة
اصطحبت ابنتى وزوجتى لنذهب الى الطبيب وقبل ان نغادر المنزل اوصيت ابنى بعدم فتح باب الشقة لاى شخص مهما كان
استغرقنا حوالى ساعتين فى مشوارنا هذا وعندما عدنا وفتحنا باب الشقة لم نجد وائل بالداخل
بحثنا عنه فى جميع الغرف دون جدوى
وبدأت امه فى البكاء
-ابنى اتخطف...الحرامية خطفوه
-ياستى وهيخطفوه يعملوا بيه ايه (ده لو قعد معاهم ساعة هيسلموا نفسهم).....
اهدى كده خلينا نفكر
-لالالالا انا عارفة بقول ايه ابنى اتخطف ياامين...هاتلى وائل انا عاوزة وائل
بلغ البوليس ياامين
-بوليس ايه مفيش بوليس دلوقتى
تركتها ودخلت الغرفة لأفكر بهدوء
وذهبت ابنتى لمشاهدة التلفزيون ولم تعبأ بصراخ امها ووصفها لها بالبلاهة لانها لاتهتم بإختفاء اخيها
وفجأة
-يالهوووووووووووووى
هرولت خارج الغرفة لكى افهم سبب صراخ زوجتى
-الحق ياامين ابنك فى المظاهرات وطالع فى التلفزيون
-؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ردت عليها ابنتى
-مظاهرات ايه ياماما ده تلاقيه راح ياكل كنتاكى
لم أدرى بنفسى الا وانا فى الشارع استقل سيارة ذاهبا لميدان التحرير
كنت احدث نفسى اثناء الطريق
-كده ياوائل تنزل ابوك المظاهرات هو انا بتاع الكلام ده.......طيب والله لاجيبك من قفاك يابتاع الكنتاكى
ومان ان وصلت لميدان التحرير اخذت ابحث عن المحروس ولكننى شعرت وقتها شعورا عجيبا
فالمتظاهرين منظرهم رائع حقا
ولكننى لم أرى وجبات كنتاكى هناك
ولكننى لم أرى وجبات كنتاكى هناك
تمنيت أن اظل معهم
ولكنى حدثت نفسى
-ايه يا امين انت ضميرك الوطنى هينقح عليك ولا ايه اعقل كده وخد ابنك وروحوا
استمريت فى البحث عن وائل ...بحثت عنه طويلا وسط جموع المتظاهرين وفجأة وجدته كان يحمله أحدهم وهو مندمج فى الهتاف
بدأت اقترب منه لتلقينه درس عمره
وعندما رآنى لم يهتز أو يرتبك أبدا بل أنه
أشار الى بالانضمام والهتاف معهم
اقتربت اكثر واكثر الى ان وصلت للمجموعة التى يقف معها
ووجدت نفسى اشاركهم الهتاف
- الشعب يريد اسقاط النظام
______________