عندما تستيقظ صباحا وتقع فى يدك جريدة تبحث فيها عن باب حظك اليوم فإن هذا ربما يعد أمرا من أمور التسلية والترفيه لأنك غالبا لاتصدق ماجاء فيه ولا تهتم بهولكن إن كنت تجلس أمام شاشة التلفزيون تبحث عن برامج الفلك وتفسير الأحلام وتوقع المستقبل فإعلم أنك تسقط فى بئر السراب وتتبع الاوهام ،
منذ بضعة أيام كنت أتجول بين المحطات التلفزيونية باحثة عن شىء أشاهده فوجدت برنامجا على أحد القنوات الخاصة التى إبتلينا بها مؤخرا
كان البرنامج مخصص لعالم الفلك ويستضيف إمرأة من هؤلاء الذين يطلقون على أنفسهم علماء
كانت السيدة تتحدث عن الفلك والمستقبل وتتنبأ بأحداث المستقبل لبعض المتصلين...وعلى ذكر المتصلين فقد هالنى هذا الكم العجيب من الإتصالات التى تلاقاها البرنامج على مدار ربع ساعة تابعته فيها ونوعية الاسئلة التى يطرحها المتصلين وكذلك إجابات تلك السيدة عليها
فأذكر مثلا على سبيل المثال إتصال أحد الأشخاص ليستفسر عن مستقبل علاقته بزوجته ومدى تأثير الأبراج عليها خصوصا أنهما منتميان لبرج فلكى واحد
فجاء الرد المعجزة من السيدة العالمة بمجريات الأمور بأنه كان من الواجب أن يتحرى الدقة قبل أن يختار زوجة تنتمى لنفس البرج الفلكى المنتمى هو إليه وأخبرته بأن زيجتهما فاشلة مهما طال العمر وأن نهايتهما معا ستكون الطلاق لامحالة
إتصال آخر جاء من رجل يستفسر عن حلم ترى فيه إبنته بأن والدتها حامل على الرغم من أن عمر امها فى الحقيقة تخطى الخمسون عاما
فكان رد السيدة وبكل ثقة بأن زوجته ستصبح حامل بالفعل فى القريب العاجل، ولا أدرى على أى أساس قامت بتفسير هذا الحلم...
ماهذا الهراء؟
سيدة عادية جدا تحكم على علاقات الناس بالفشل والنجاح وتتنبأ لهذا بزواجه القريب وذاك بطلاقه العاجل
وللأسف أعتقد أن من يقرر الإتصال بمثل هذه البرامج يكون مهيأ تماما لتنفيذ ما يرد له من إجابات وإن لم يفعل فعلى الأقل سيتذكر ماسمعه فى كل مشكلة تواجهه
فعموما نجاح أو فشل تلك البرامج يعتمد على كثافة الإتصالات الهاتفية الواردة له فمنذ سنوات قليلة كان المخصص لما يسمى بعلم الفلك عبارة عن فقرة صغيرة لا تتجاوز الربع ساعة ضمن فقرات متعددة فى أى برنامج منوعات ومع زيادة المهتمين به من الجمهور بدأت الفكرة تتسع لتصبح برامج كاملة بل هناك أيضا بعض الخطوط التليفونية المفتوحة دائما وعلى مدار اليوم لتلقى الإتصالات من المهتمين بهذه الأمور وهم للأسف كثيرين
ولكننى لا أعرف ماهو السبب تحديدا لإنتشار هؤلاء المنجمين
فهل السبب مثلا هو البعد عن الدين وإنتشار الجهل وتراجع ثقافة المجتمع؟
ام السبب ربما يكون أن الناس الأن أصبحوا يبحثون عن أسباب يرجعوا إليها أسباب فشلهم فى بعض نواحى الحياة
عموما إن كان السبب يرجع لأى سبب من تلك الأسباب فلابد فى النهاية أن نعلم أن الغيب لايمكن لأحد معرفته أو التنبأ به ولا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى
وإن حدث وتنبأ أحدهم بشىء ما وتحقق من قبيل الصدفة ........ فعلينا ألا ننسى أبدا:
كذب المنجمون ولو صدقوا