بعد مرور أكثر أسبوع على حادث تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية
تذكرت قصة كنت قد قرأتها للكاتبة سناء صليحة منذ عدة سنوات
وبالرغم من عدم معرفتى إن كانت تلك القصة من أحداث الواقع أم من درب الخيال
إلا اننى أردت أن أقصها عليكم بإختصار لعلنا نخرج منها بشىء ما
يحكى أنه كان هناك أسرتين مصريتين إحداهما مسلمة والاخرى مسيحية
وكان يجمع بينهما الحب والترابط
فدائما كانت ابواب شققهما مفتوحة على مصراعيها طيلة اليوم
وكانت الاطعمة والحلويات تتنتقل من مطبخ أم جورج لمنزل أم محمد والعكس
وكان الطفلان محمد وجورج صديقان متقاربان جدا
لدرجة أن بعض الناس كانوا يعتقدوا بأنهما أخوين
وظلت العلاقة هكذا بين الاسرتين يغلفها الحب والود والترابط
حتى جاء اليوم الذى تعكر فيه صفو هذه العلاقة وكان السبب هو
القصب والقلقاس....
ولمن لا يعرف فإن القصب والقلقاس يحرص الاقباط على تناولهم فى عيد الغطاس كل عام
وكانت أم محمد هى المسئولة عن انتقاء ثمرات القلقاس وخضرته لجارتها ام جورج
وكانت تحرص على اهدائها بعض اعواد القصب الذى تنتقيه بنفسها أيضا
ولكن فى هذا العام انطلقت شائعة سخيفة تقول ان المسلمين
قاموا بتسميم محصول القصب والقلقاس ليصيبوا اقباط مصر بالتسمم
واغلقت أبواب الشقتين المتجاورتين بعد ان كانت الابواب لاتغلق طيلة اليوم
وبالرغم من انقطاع العلاقة بين الأسرتين
لم تنقطع العلاقة بين الطفلين محمد وجورج
فقد ظلا محافظين على صداقتهما حتى عادت العلاقة طبيعية بين الاسرتين من جديد
وانتهت القصة
أعتقد انها قصة كثيرا ماتتكرر...
لأن هناك دائما من يتربص بالمصريين ويريد إثارة الفتن فيما بينهم
تارة بالشائعات وتارة بالمتفجرات
ولكن سرعان ماتعود العلاقة من جديد كما هى صافية لايعكر صفوها شىء
واعتقد ان اكبر دليل على ذلك هو وقفة المصريين صفا واحدا خلال الازمة الأخيرة
لأننا أبناء وطن واحد
وكل مايحدث فى وطننا نجنى ثماره جميعا سواء كان خيرا أم شرا
فهيا بنا ندعو الله أن يحفظ بلادنا ممن يتربصون بها
ويحفظ شعبها من شر الفتن
لأنه حقا....شعبا طيب.
رابط المقال على ميدان الحرية